اقرا ايضا
المصدر : جمال أمدوري- لومكون lemgoune.com
مثل النهر الذي يحفر مجراه بصمت، صنعت فاطمة ابنة قلعة امكونة، نجاحها وتفوقها في صمت عبر محطات متفرقة كانت الإرادة و العزيمة عنوانا لها، من قلعة امكونة إلى مراكش فالرباط وصولا إلى بلاد العم سام.
فاطمة صلاح الدين من مواليد سنة 1990، بدوار أيت باعمران بقلعة امكونة، درست سنوات تعليمها الابتدائي بمدرسة أيت باعمران واستكملت دراستها الإعدادية و الثانوية بثانوية الورود التي حصلت فيها على شهادة الباكلوريا سنة 2008 بميزة حسن جدا. حصول فاطمة على هذه الميزة المشرفة في الباكلوريا، حملها للدخول إلى الأقسام التحضيرية بمراكش حيث قضت سنتين بصمت فيها على مسار دراسي سمته التفوق والتميز.
التحقت فاطمة بعد ذلك بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات بعد حصولها على ترتيب جيد جدا بالأقسام التحضيرية لولوج مدارس المهندسين، اختيارها لهذا المجال لم يكن محض صدفة، بل كان طموحا عملت فاطمة بكل جد واجتهاد للوصول إليه مدعومة بعائلتها التي تعتبرها سندها الأول في كل ما وصلت إليه لحد الآن.
إرادة فاطمة وعزيمتها للوصول إلى مبتغاها وتحقيق النجاح الذي تصبو إليه، رافقه عمل دؤوب واجتهاد وفق خارطة طريق حددت فيها أهدافها واشتغلت بشكل مستمر ومضني دون أن تكل أو تضعف يوما ما، هكذا واجهت الصعاب والمشاكل الطبيعية التي قد يصادفها أي طالب علم، فاستطاعت بعد ثلاث سنوات من الدراسة بالمعهد أن تحصل على المرتبة الأولى في شعبتها بالمعهد وتم تكريمها من طرف إدارة المعهد الوطني للبريد والمواصلات، في حفل تخرجها كمهندسة دولة في الاتصالات. "
"كان موضوع بحث تخرجي بالمعهد حول الجيل الرابع من الاتصالات، وكنت الأولى في تخصصي" تقول فاطمة، التي اختارت استكمال مسيرتها الدراسية وتعزيز مسارها بالتسجيل في سلك الدكتوراه بنفس المعهد. "
الموضوع الذي أشتغل عليه في بحثي لنيل الدكتوراه يدور حول الجيل الخامس من الاتصالات وهذا البحث يؤطره أستاذان أحدهما في المغرب والثاني في أمريكا" تضيف فاطمة، لتوضح أنها كانت حائرة في اختيار استكمال الدراسة في المغرب أو في أمريكا حيث اختارت هذه الأخيرة بعد أن وفقت في اجتياز امتحان الولوج إلى سلك الدكتوراه وحصلت على منحة "Fulbright" للدراسة بولاية داكوتا الشمالية، بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي منحة تمولها وزارة الخارجية الأمريكية. "
في بلدتي الفتيات دائما لا يكملن دراستهن نظرا لبعد الجامعة، ورسالتي لهن ولباقي الطلبة بالمنطقة أن يتسلحوا بالإيمان فتحقيق الأحلام يكون بالاجتهاد والمثابرة، فالجزاء من جنس العمل.." تقول صلاح الدين، التي تبقى إحدى بنات قلعة امكونة التي استطاعت أن تحقق حلمها في حين أن أحلام قريناتها أجهضها بعد الجامعة وقصر ذات اليد.
فاطمة تأمل أن تعود لبلدها وتساهم من موقعها ومن تخصصها في مجال الاتصالات في الدفع بعجلة التنمية بالمغرب وأن يستفيد بلدها من كفاءتها في مجال بات يشكل العمود الفقري الاقتصاد العالمي . قصة نجاح فاطمة، تجربة فريدة، عسى أن تكون دروسا يستفيد منها طلبة مناطق الجنوب الشرقي وعبر تخط لهم طريقا واضحا نحو التفوق في شتى المجالات.
إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا