اقرا ايضا
:
بسم الله الرحمن الرحيم
دور العلوم الإنسانية والاجتماعية وراهنيتها في الجامعة المغربية
الورقة التصورية:
إن النقاشات الدائرة حاليا في المغرب حول إصلاح المنظومة التعليمية، يفرض على الجامعيين وعموم المهتمين بالشأن التربوي العام، سؤال الفاعلية لمختلف العلوم في المدرسة المغربية بكل أصنافها وشعبها ودرجاتها.
وهذه النقاشات لقضايا التعليم والتربية، تبين مدى اهتمام المجتمع المغربي والفاعلين في الميدان التعليمي لإصلاح توجهات المنظومة إلى ما هو أفضل وأجدى.
ويظهر أن لغة التدريس، هي التي تأخذ الحصة الكبرى في هذا النقاش المجتمعي، حيث يرتبط أساساً بلغة تدريس المواد العلمية، أو ما يسمى بالعلوم الدقيقة ومسألة تبيئتها. ولكن الملاحظ غياب حضور موضوع العلوم الاجتماعية والإنسانية في هذا النقاش، وما يدخل فيها من فنون وآداب وتاريخ وجغرافيا. والسؤال الملح هنا، هل لهذا الغياب علاقة بجدوى هذه العلوم، وطبيعة الحاجة إليها؟ أم أن غياب النقاش مرده إلى كون موضوع تدريسها لا يطرح إشكالا مقارنة بالعلوم الدقيقة والتجريبية؟
ورغم غياب هذا الموضوع عن النقاشات الأخيرة، حول إصلاح منظومة التربية والتكوين، فإنه لم يغب عن اهتمامات وانشغالات الباحثين، المهتمين بشأنها؛ حيث عرفت الأوساط العلمية نشر العديد من الدراسات وتنظيم العديد من الندوات حول وضعية هذه العلوم ضمن المحيط التعليمي في المغرب.
يبقى الانشغال والنقاش قائمين حول تفعيل هذه العلوم في المحيط الجامعي والمجتمعي، نظرا لانصراف طلبة العلم عنها إلى العلوم الدقيقة التطبيقية والتجريبية، مما يجعل النظر فيها بعمق ضرورة ملحة، ولاسيما في الظروف التي ينهض فيها المغرب بأوراش كبرى لإصلاح منظومته التعليمية. تماشيا مع التحولات العالمية والدولية التي تعرفها البيئة الاجتماعية والطبيعية، فقد بدا فيها طغيان أنواع التكنولوجيات، خصوصا في مجالي التواصل والإعلام، وانتشار الكثير من الظواهر السلبية كالعنف والتطرف بكل تجلياتهما وأنواعهما.
إن الأمر يستدعي العودة إلى الاهتمام البالغ بالعلوم الإنسانية، للتسلح بذلك الوعي المعرفي الدقيق، لتشخيص الأخطار، ومعرفة مصادرها، لعلاجها وتجفيف منابعها.
فالمجتمع المعاصر، أصبح حسب تعريف أولريش بيك مجتمع أخطار، والوعي بهذه الأخطار واستيعابها، وإيجاد الحلول لها، مرهون بمنتوج المعرفة العلمية الإنسانية.
وهذا ما انتبهت إليه المجتمعات المتقدمة التي جعلت من دعم وتطوير مراكز الدراسات والبحوث الإنسانية أولويات رئيسة، لترشيد سياساتها العمومية ومخططاتها التعليمية والتكوينية.
وفي مؤتمر ريو 20 أكدت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، على أن العلوم الاجتماعية والإنسانية، ذات أهمية حيوية، لتطوير سياسات أفضل. قالت: إن "التحدي الذي نواجهه يتمثل في فهم أنفسنا بكشل أفضل، والعالم الذي نعيش فيه... والعلوم الاجتماعية تعد أمرا حيويا في ذلك، لتطوير سياسة أفضل للاستجابة للاحتياجات والتحديات. هذه هي القضية الأساسية للاستدامة في القرن المقبل... يجب رسم السياسات العامة في ضوء مجالات العلوم الاجتماعية وعطاءاتها، لبناء المجتمعات الخضراء المستدامة، التي نحن بحاجة إليها في القرن المقبل".
فالعلوم يجب أن تجد مكانتها في المنظومة التعليمية والمعرفية، حسب سياقاتها ومجالات توظيفها، والعلوم الاجتماعية والإنسانية تأخذ مداها وإسهامها، من خلال توظيف نتائجها العلمية مع مراعاة حاجيات المجتمع، وسؤال اللحظة التاريخية التي تعيشها الأمة.
المدرسة والجامعة المغربية منتظر منها إنتاج المواطن الصالح، ذي القيم الأخلاقية العالية، المنفتحة على العالم، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالاهتمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، تلافيا للتركيز على إنتاج (الإنسان الاقتصادي الصانع) دون إنتاج (إنسان اقتصاد المعرفة) الذي لا يغيب عنه الاقتصاد المعرفي، وأي زرع لروح المسؤولية في غياب الاقتصاد المعرفي في مجتمع يهدف إلى التوازن الحضاري والمدني.
وفي مرحلة تتميز بطرح مشروع وطني حول إصلاح منظومة التربية والتكوين، ومن أجل الدفع بعجلة التنمية في المغرب، ومواجهة التحديات والتحولات المجتمعية والبيئة في زمن يتداخل فيه العنف مع تسارع للتحولات وما يتطلبه من إعادة الاعتبار للإنسانيات عموما وللعلوم الاجتماعية والإنسانية وفق رؤية متكاملة وبناءة، ينظم المنتدى الوطني للتعليم العالي بتنسيق مع جامعة محمد الأول ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة أياما علمية، قصد فتح نقاش وطني حول الحاجة إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية في موضوع:
"دور العلوم الإنسانية والاجتماعية وإرهنيتها في الجامعة المغربية".
محاور الندوة:
- 1. واقع ومكانة العلوم الاجتماعية والإنسانية في منظومة التعليم الجامعي المغربي.
- 2. lلبيداغوجيا الجامعية و مناهج البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية بين الموضوعية والمعيارية.
- 3. مراكز الدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمغرب الواقع والآفاق في ضوء التجارب الدولية.
- 4. موقع العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعات الغربية قراءة في الأهداف والتجارب.
- 5. سؤال علاقة العلوم الاجتماعية والإنسانية بسوق الشغل وتنمية المجتمع.
مواعيد هامة :
- تنظم الندوة يومي 22 و23 أبريل 2016 بجامعة محمد الأول بوجدة
- 25 مارس آخر أجل للتوصل باستمارات المشاركة وملخصات البحوث
- تتكلف الجهة المنظمة بنفقات إقامة المشاركين من خارج مدينة وجدة
- واجب المشاركة 200 درهم للاساتذة والموظفين
- مشاركة الطلبة مجانا
الجهات المشاركة :
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
- المركز الوطني للبحث العلمي والتقني
- أكاديمية المملكة المغربية
- مراكز الدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية التابعة لكليات الآداب بالجامعات المغربية
- مدارس الدكتوراة في تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية
- المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة اتحاد جامعات العالم الإسلامي
- المعهد العالمي للفكر الإسلامي
- الهيئة العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية
الجهة المنظمة : المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي
الشركاء في التنظيم:
- جامعة محمد الأول بوجدة
- مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية بوجدة
- المعهد العالمي للفكر الإسلامي
اللجنة العلمية
- د.سمير بودينار
- د.رشيد بلحبيب
- د.خالد الصمدي
- د.عبد الرحيم بودلال
- د.محمد عبدلاوي
- د.عبد الحميد أسقال
اللجنة التنظيمية :
- د.عبد الحميد أسقال – منسق اللجنة– جامعة محمد الأول
- د.محمد عبدلاوي – نائب منسق اللجنة– جامعة محمد الأول
- د.محمد الأمين أفيلاي – نائب منسق اللجنة– جامعة محمد الأول
- د.عمر أجة – جامعة محمد الأول
- د. عبد الواحد تهاني – جامعة محمد الأول
- د.محمد جيدور – جامعة محمد الأول
- د.خالد الشيات – جامعة محمد الأول
- د.بنعلي عبد الحميد- جامعة محمد الأول
- د.عبد الرحيم بوعلي – نائب رئيس جامعة محمد الأول
- د.عبد الرحيم بودلال – مدير مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة
- د.الحسن مصباح – مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة
- حامد أبشير -عضو مكتب التنفيذي للمنتدى
- إبراهيم كيدو -عضو مكتب التنفيذي للمنتدى
- خالد الصمدي - المعهد العالمي للفكر الإسلامي.
- برنامج الندوة
يوم الجمعة: صباحا استقبال المشاركين
الجمعة مساءا: الجلسة الافتتاحية بحضور وزير التعليم العالي ورئيس الجامعة
السبت صباحا: الجلسة العلمية الاولى والثانية
السبت بعد الزوال: الجلسة العلمية الثالثة والرابعة
السبت مساء الجلسة الختامية مع تكريم الهيئات المشاركة
إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا