اقرا ايضا
نظم فريق البحث في علم مقارنة الأديان في إطار أنشطته العلمية يوما دراسيا بعنوان: “الحروب الدينية والشرائع السماوية”، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس يوم الخميس 26 ماي 2016. وقد كان هذا اليوم الدراسي حافلا بالمداخلات المتنوعة التي تعددت محاورها، والتي صبت في موضوع واحد ألا وهو علاقة الحرب بالدين.
وقد استهل اليوم بجلسة افتتاحية قام بتسييرها الدكتور عبد الله الغواسلي المراكشي رئيس شعبة اللغة العربية، وضمت كلا من الدكتور سعيد كفايتي رئيس فريق البحث، والدكتورة كريمة نور عيساوي رئيسة اللجنة المنظمة. بعد الاستماع إلى آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت الباحث هشام الحايك، نوه الدكتور عبد الله الغواسلي المراكشي بأنشطة الفريق، وشجع الطلبة الباحثين على المضي قدما في البحث، وغوص غماره، ثم مرر الكلمة للدكتور سعيد كفايتي الذي أوضح أن الهدف من وراء مثل هذه الأنشطة هو التعريف بعلم مقارنة الأديان والمجاهدة من أجل أن يكون شعبة مستقلة بالجامعة المغربية، كما بين أهمية موضوع الحروب الدينية وأثرها في المجتمع، وضرورة دراسة هذه الظاهرة قصد تصحيح المسار. وقد أشارت الدكتورة كريمة نور عيساوي في مداخلتها إلى أن الحرب سواء كانت دينية أم غير ذلك، فإنها أمر مكروه من قبل المجتمع لكونها تجر الخراب والدمار.
وقد تمحورت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور سعيد كفايتي حول مفهوم الحرب وقواعدها وأخلاقياتها، فكانت مداخلة الباحث البشير أسعير حول أخلاقيات الحرب في الشرائع السماوية حيث تناول فيها السلوك المسيحي في الحرب والسلوك الإسلامي في الحرب، وانصبت مداخلة الباحث عبد الصمد علمي شنتوفي حول قواعد السلام العرفية في قوانين الحرب الدولية، وركزت على الجانب القانون الدولي، لكنها لم تقلل من شأن الدين في تقرير كثير من القواعد. واعتنت مداخلة الباحث المصري شكري منصور بتسليط الضوء حول أخلاقيات الحرب عند اليهود التي عرض فيها أمثلة على عدم رحمة بني إسرائيل في حروبهم المقدسة من خلال نصوص توراتية. وقامت الباحث يطو وهمي بتوضيح الفرق بين مفهوم الحرب المقدسة والجهاد والإرهاب. وركز الباحث جمال صوالحين على مفهوم الحرب المقدسة في الديانة اليهودية.
أما الجلسة العلمية الصباحية الثانية والتي ترأستها الدكتورة حنان السقاط، فقد تمحورت حول قضايا مختلفة تخص الحروب الدينية منها ما جاء في مداخلة الباحث مصطفى العلام الذي تحدث عن حروب أخروية تنبأت بها الديانات السماوية الثلاثة، وهي: الحروب الدينية الثلاث في آخر الزمان: معركة غضب الرب ـ هرمجدون ـ الملحمة الكبرى. وقد تطرق الباحث حفيظ اسليماني لموضوع آخر متعلق بنظرة اليهود للمسلمين والعكس، بحيث وضح العداء المتبادل بينهما والذي نتج عنه حروب كثيرة عبر التاريخ. وركز الباحث عبد الحي الوادي على موضوع حرب هرمجدون بين المسيحية والإسلام. أما الباحث يونس إمغران فإنه تحدث عن قضية فكرية أخرى تتعلق بالصناعة الإعلامية لقضية الإرهاب، ونفى أن يكون للإرهاب صناعة دينية. وتحدث الباحث محمد زركان عن الأساطير التي وظفها بنو إسرائيل لتبرير حروبهم من أجل فلسطين. وتحدث هشام المباركي عن قضية جدلية فكرية تخص الحرب والسلام كما تراها اليهودية الإصلاحية التي ترى أن السلام سيتحقق عن طريق أفعال اليهود المسيحانية دون الحاجة لمجيء مسيح مخلص.
وفي الجلسة العلمية الأول مساء يوم الخميس 26 ماي 2016، قامت الدكتورة حبيبة أحادوش بتسيير جلسة تطرقت إلى قضايا التطرف والإرهاب، فكانت المداخلة الأول حول التكفيريين الخوارج، والرد عليهم بأدلة قرآنية من قبل الباحث أحمد علاوي، وكانت مداخلته باللغة الانجليزية. وفي المداخلة الموالية قام الباحث رشيد مستقيم بعرض قراءته لكتاب التطرف الديني لشيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق. وكان كتاب “بين الاستشهاد والإرهاب: وجهة نظر معاصرة” للدكتورة حنان السقاط هو موضوع قراءة الباحث محمد مبشوش. وقام الباحث مصطفى بنحدو بتبيين موقف الأديان من الإرهاب والعنف. واختتمت الجلسة بمداخلة للباحث يوسف لوميم باللغة الانجليزية حول دور التعددية الثقافية في الحد من ظاهرة التطرف الديني.
قام الدكتور سعيد كفايتي بتسيير جلسة علمية ثانية تمحورت حول قضايا السلم والتعايش والتي قدم فيها الباحثان أدلة على رغبة الأديان في خلق جو من التعايش الديني فكان عنوان مداخلة الباحث مصطفى الطوالي حول الأديان السماوية والبحث عن السلام باللغة الانجليزية، وكانت مداخلة الباحث مصطفى خاضري حول التعايش السلمي بين الأديان.
وفي الجلسة العلمية الثالثة المسائية التي قامت الدكتور كريمة نور عيساوي بتسييرها تم عرض نماذج حول حروب دينية تاريخية، فكانت البداية مع الباحث بدر الحمومي الذي انتقل مباشرة ليحاول بالأدلة الإجابة عن إشكالية طرحها حول ما إذا كانت الحرب اليهودية الرومانية حربا دينية أم قومية فكانت إجابته أن هناك تداخلا ما بين ما هو ديني وما هو قومي في تلك الحرب، ثم انقل الباحث منير تمودن إلى فترة تاريخية أخرى، وهي فترة تغول الكنيسة الكاثولكية، وحربها ضد الكنيسة الدوناتية محاولة فرض مذهبها، وأما الباحث حميد بن فارس فقد تقدم قرونا إلى الأمام بعرضه لقضية حرب المسلمين ضد بني قريظة ورد على الشبهات المثارة حول تلك الحرب بالأدلة التاريخية والنصوص الدينية، وأوضح أن تلك الحرب كانت ضرورية. كما تعرض الباحث هشام الحايك لقضية لاحقة وهي قضية الحروب الصليبية، وبين بالأدلة على كونها حربا جيوسياسي و ليست حربا باسم المسيح عليه السلام.
وفي الأخير تم ختم فعاليات اليوم الدراسي بكلمات شكر وعرفان ختامية لكل من رئيسة اللجنة المنظمة ورئيس فريق البحث في علم مقارنة الأديان، وتم توزيع الشواهد وأخذ صور جماعية.
كريمة نور العيساوي
إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا