اقرا ايضا




اللقاء المغاربي الثاني:
علم الاجتماع في البلدان المغاربية: الواقع والمعيقات

لعل من بين الأسئلة الإشكالية التي تطرحها العديد من الحقول المعرفية اليوم، وضمنها المعرفة السوسيولوجية، سؤال الذات. فبعد أن كان الخطاب السوسيولوجي يهتم أكثر الموضوع، أضحى التساؤل راهنا حول قيمة ما تنتجه المعرفة السوسيولوجية من مفاهيم ونظريات ضمن أولوية الأولويات.
وإذا كان المشتغلون في مجال البحث السوسيولوجي قد اختلفوا في توصيف حالهم، فإنهم يكادون يتفقون على أن علم الاجتماع المغاربي يعيش أزمة فعلية. ومن الملاحظ أن بعضهم، وإن تباينوا في رصد أبعادالأزمة الحقيقية، يشكك في وجود تراكم يسمح بالإقرار بوجود علم اجتماع مغاربي له مميزاته وسماته الخاصة، ومعتقدا أن حصول هذا التراكم شرط حاسم للدرس والتقويم.
 بناء على ذلك، وخلافا للتطورات الكبرى التي شهدتها العديد من التعبيرات الفكرية والأدبية والفنية داخل البلدان المغاربية، فإن نصيب المنجز في مجال علم الاجتماع، في هذه الأوطان، يكاد لا يرقى إلى ما يطمح إليه المشتغلون في هذا الحقل بكثير. 
 إن غياب التشريح الصارم لمظاهر الأزمة التي تعيشها العلوم الاجتماعية في البلدان المغاربية على أكثر من مستوى، يطرح السؤال، بدءا، حول ما تبقى من دور لدى الباحث السوسيولوجي في تفكيك بنية المجتمعات المغاربية، وفي رصد التحولات التي تعرفها هذه المجتمعات؟ كما يطرح السؤال حول قدرة النماذج التفسيرية الموروثة عن السوسيولوجيا الغربية، على الإجابة عن التحولات التي تعرفها هذه المجتمعات.
 وعلى الرغم من أننا لا نشك في أن الأزمة التي يعيشها علم الاجتماع في الدول المغاربية، هي في العديد من مظاهرها جزء من أزمة عامة يعيشها علم الاجتماع عموما بفعل التحولات التي يعرفها العالم، فإن هذا لا يعفي الباحث السوسيولوجي المغاربي من مسؤوليته في اجتراح أطر نظرية قادرة على تشخيص هذا الواقع، في أفق تجاوزه.
 من هنا فإننا نعتبر أن أزمة التنظير التي يعرفها حقل الدراسات السوسيولوجية، وانصراف "الخبراء" السوسيولوجيين إلى الأبحاث الميدانية والدراسات الإمبريقية، من دون استيعاب هذه المناهج وطرائق البحث في أصولها ومظانها، تشكل أحد العوائق الأساس التي تحول دون التعرف على واقع هذه المجتمعات، فضلا عن أن ذلك يجعل مختلف المقاربات أسيرة خطاطات أنتجت من خارجها. وهو ما يذكرنا بقولة جاك بيرك: "ليست هناك مجتمعات متخلفة، هناك فقط مجتمعات ناقصة التحليل". وهو ما يضاعف من معضلة هذه المجتمعات، إذ تنضاف إلى وضعية الأزمة التي تعيشها البلدان المغاربية، على عدة مستويات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، أزمة أخرى ناجمة عن سوء فهم هذه المجتمعات لذاتها.
 من هذا المنطلق، وانسجاما مع أحد الأهداف العامة ل"مختبر السيميائيات وتحليل الخطابات الأدبية والفنية" يروم هذا الملتقى المغاربي الثاني للأدب والعلوم الإنسانية، الذي ينظم بتعاون مع المركب الثقافي لعين حرودة، والذي تحضره فعاليات فكرية وأكاديمية من جامعات مختلفة، مقاربة واقع الأزمة التي يعيشها علم الاجتماع داخل هذه البلدان، في أفق اقتراح بعض البدائل الممكنة لتجاوزها.
ولتأطير هذه التساؤلات نقترح المحاور التالية:
- إشكالية علم الاجتماع المغاربي في أبعادها النظرية والمنهجية. 
- أزمة البحث السوسيولوجي في البلدان المغاربية: الواقع والخطاب.
 - واقع الدراسات السوسيولوجية داخل المؤسسات الجامعية وفي مراكز البحث.
- أي دور للباحث السوسيولوجي اليوم؟
 - خصوصيات علم اجتماع الأدب.

كتابة تعليق

ضع تعليقك هنا

أحدث أقدم