اقرا ايضا
تنظم شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع
وعلم النفس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالك السعدي بتطوان
ندوة علمية وطنية في موضوع:
"التغيرات الاجتماعية
والهجرات الدولية بالمغرب:
الواقع والآفاق"
في تطوان، بتاريخ:
04-05 أبريل 2019
ورقــة
تأطــــيريـــــة
في زمن التحول العولميالعابر للحدود
الثقافية والاجتماعية، السياسية والاقتصادية، التاريخية والجغرافية، يشهد العالم بأسره،
في الوقت الراهن، تنامي ظاهرتين كبيرتين: الأولى وهي ظاهرة شاملة لم تترك مجتمعا
أو جماعة، محليا كان أو وطنيا وجهويا وإقليميا، إلا واخترقته، وتتمثل في التغيرات
الاجتماعية التي ما فتئت تزداد تسارعا وعمقا وتنوعا وحِدة؛أما الثانية،فهي
الأخرى ظاهرة عالمية أصبحت تمارس بأشكال وطرائق مبتدعة،
عنيفة أحيانا، وفق ديناميات متعددة، ومن طرف مختلف فئات المجتمعات؛ يتعلق الأمر بالهجرة
الدولية.
وعلى غرار جل مجتمعات العالم، تتفاعل هاتان
الظاهرتان الشاملتان لكل أبعاد ومستويات الحياة الاجتماعية في المجتمع المغربي،
سواء انطلاقا منه، أو عبورا له، أو استقرارا به. ولعل اقتراب عدد المغاربة
المقيمين بالخارج من نسبة 15% من الساكنة الإجمالية للمغرب (ما يقارب
الخمسة ملايين نسمة)، فضلا عن انتشار الرغبة في الهجرة الدولية بين مختلف فئات هذا
المجتمع حسب عدة دراسات وبحوث علمية، لاسيما في أوساط الشباب، لهيَ مؤشرات تؤكد
مدى أهمية وحجم هذه الظاهرة في الواقع الاجتماعي المغربي. هذا فضلا عن ظهور ممارسات
مستجدة وتسجيل وقائع وأحداث نوعية للراغبين والراغبات في الهجرة إلى الخارج
والمهاجرين؛ سواء كانوا مغاربة أو أجانب، خاصة من دول جنوب الصحراء، والدول
الأوربية، والمجتمعات العربية وغيرها.لهذا، تُعتبر الهجرة الدولية رافعة أساسية
للاقتصاد الوطني ولما هو اجتماعي أيضا.ليس اليوم فقط، بل ومنذ أولى المخططات
التنموية بالمغرب الحديث (التحويلات المالية بالعملات الصعبة، والتحويلات الثقافية
بممارسات ذات نوعية، وتشييد علاقات اجتماعية عبروطنية...).
في هذه السياقات، تزداد أشكال التعبير عن
الحاجة إلى التنمية والتغييرات الاجتماعية غنى وتنوعا، أو حِدة وتداولا. وهكذا،
وفضلا عن الخطب الملكية التي تحث على تسريع وتيرة التنمية وتعديل النموذج
التنموي وتجديد ترسيم المشروع المجتمعي، وفضلا أيضا على المخططات التنموية
الحكومية ومشاريع الجهات والجماعات الترابية، يلاحظ المتتبعون للشأن المجتمعي
العام أن المطالب الاجتماعية بمزيد من التغيير والتنمية تبقى مرتفعة ومنتشرة على
مجموع ربوع الوطن.
أكثر من ذلك، إن مختلف التقارير الدولية
وتقارير المؤسسات والهيئات الوطنية (المندوبية السامية للتخطيط، المجلس الأعلى
للحسابات...)، والبحوث العلمية والدراسات الأكاديمية تؤكد تنامي اختلالات عميقة في
تدبير الشأن المجتمعي. ولا تقتصر هذه الاختلالات على ما يدخل في الشأن العام،
وإنما تتعداه إلى ارتباك أنظمة الحياة الاجتماعية والثقافية المعتادة (كالتعليم
والثقافة والقيم السائدة...) وعدم تمكينها للأفراد والبنيات الاجتماعية الصغيرة من
مجابهة التحديات الراهنة في علاقة بالطفرات التي أحدثتها شبكات التواصل الاجتماعي
وانتشار وسائل التكنولوجيا الذكية، وما ترتب عن ذلك من ارتفاع منسوب التثاقف
والعولمة.
هذا الواقع يجعلنا نفترض أن "الهجرة
الدولية" تبرز كــواحدة من أهم الظواهر الاجتماعية المتفاعلة مع "التغير
الاجتماعي"؛ سواء باعتبارها نتيجة لهذا الأخير، أو باعتبارها ذات مفعول وأثر
نوعي فيه أو مسبب له.ولذلك، فالعلاقة المفترضة بين الظاهرتين تحظى باهتمام نوعي؛
لاسيما وأن الهجرة تتجه نحو بلدان العبور والوصول بحثا عن بدائل تنموية وشروط حياة
إنسانية أفضل من نظيرتها في بلدان الانطلاق.ثم إن الهجرة لم تكن قط ممارسة ونشاطا
بسيطا يستهوي الأفراد أو العائلات لتغيير مجال العيش بحثا عن فرص لحياة أفضل وحسب،
بل إنها أكبر من ذلك بكثير، فهي فعل اجتماعي، يترتب عنه تغيير مجتمعي بعيد المدى
يؤثر في المجتمع ككل (ستيفن كاستلز ومارك ميللر، 1993: 73).
وفي الوقت ذاته، إن ارتفاع الطلب الاجتماعي
على التنمية والتغيير الاجتماعي من جهة، وعلى الهجرة الدولية والعولمة من جهة
أخرى، لاشك يسترعي انتباه مختلف المهتمين بالشأن المجتمعي والدولي (السياسي
والاجتماعي والنفسي والثقافي والاقتصادي والتاريخي والجغرافي والحقوقي
والقانوني...)، ويجذب إليه الباحثين العلميين من مختلف التخصصات، وبمختلف
المقاربات؛ الشيء الذي ترتب عنه تطوير عدة براديغمات (منظورات تحليلية تفسيرية)،
والتي من أهمها: الهجرة الدولية والتغير الاجتماعي، الهجرة الدولية والعبر-وطنية،
الهجرة والتنمية، الهجرة والعولمة، الهجرة والنزوح واللجوء، الهجرة الدولية والمدن
العملاقة والكوسموبوليتية،...
فضلا عما سبق ذكره، يشكل توقيع الميثاق
العالمي للهجرة بمراكش في دجنبر 2018،
والسعي المتواصل لتطوير وتنزيل وتفعيل السياسة المغربية في مجال الهجرة الدولية،
سواء المتعلقة بالمغاربة المقيمين بالخارج أو الأجانب المقيمين بالمغرب، فرصة
لتعميق البحث العلمي وتقويته في المجالات المذكورة.
تأسيسا على ما سبق، تشكلت أرضية
التفكير في موضوع "التغيرات الاجتماعية والهجرات الدولية بالمغرب"، مما استدعى
تنظيم هاته الندوة العلمية التي تروم تسليط الضوء ودراسة الإشكاليات التالية:
إلى أي حد يمكن اعتبار الهجرة الدولية تعبيراواقعيا
على نموذج التغيير الاجتماعي الذي تطمح إليه فئات من المجتمع المغربي في سعيهم نحو
التنمية والعولمة؟ وكيف يتمثل المجتمع المغربي ظاهرة الهجرة الدولية من وعبر وإلى
المغرب.
ما هي المحددات السوسيولوجية المتحكمة في
الفعل الهجروي الدولي بالمغرب، وكيف تتآثر وديناميات التغير الثقافي والتحولات الاجتماعية
بالمجتمع المغربي؟ ثم ما الشروط الاقتصادية والثقافية والسياسية والمجالية
والحقوقية والقانونية، وغيرها من الخصائص، التي تحدد هذه الظاهرة المجتمعية.
ما هي الآفاق المتوقعة مستقبليا لهاتين
الظاهرتين؟ وما هي معالم مجتمع مغرب الغد (سيناريوهات) على ضوء الفرضيات
والاستنتاجات البحثية الحالية، وعلى ضوء التطلعات والمخططات الاستراتيجية.
هل يمكن تطوير وبناء نموذج أو نماذج نظرية،
وتجاوز التشظي والتجزؤ الذي تعرفه الدراسات والبحوث التي اتخذت من الهجرة الدولية
للمغاربة أو الأجانب بالمغرب موضوعا لها.
المحاور المقترحة:
بالنظر إلى أهمية كل من التقعيد والتجديد نظريا
ومفاهيميا، منهجيا وبحثا ميدانيا، وانسجاما مع مرامي هذا الملتقى العلمي، تم تحديد
المحاور المقترحة كالتالي:
1.
الهجرات الدولية والتغير ات الاجتماعية
بالمغرب (منه وعبره وإليه): أية علاقة؟
2.
المهاجرون الدوليون مغاربة وأجانب؛ أية
محددات شخصية وفئوية؟
3.
دراسات الهجرة الدولية بالمغرب بين
التقعيد النظري وتجزؤ البحث الميداني
4.
الفعل الهجروي الدولي بالمغرب ومستويات
تدبيره بين الدولي والوطني والمحلي
5. مستقبل الهجرات
الدولية والتغيرات الاجتماعية بالمغرب (منه وعبره وإليه).
تنسيق الندوة:
د. الشارف المعتصم، د.
الزكريتي عبد الرحمن، د. حيتومي محمد
تـواريخ
هامـــة:
·
كافة
المراسلات، يجب أن تَرِد وجوبا على البريد الإلكتروني أعلاه
·
آخر
أجل لقبول الملخصات المقترحة هو
يـوم: 20/01/2019
·
الرد
على أصحاب المشاريع المقبولة مبدئيا هو: 01/02/2019
·
آخر
أجل لإرسال الأوراق الأولية المقبولة هو: 10/03/2019
·
الرد
على أصحاب الأوراق المقبولة نهائيا هـو: 20/03/2019
·
تنظم
الندوة بتاريخ 04-05 أبريل 2019 برحاب كلية الآداب –تطوان- .
Post a Comment
ضع تعليقك هنا