اقرا ايضا


صدر مؤخرا عن منشورات القلم المغربي، كتاب جديد بعنوان" ثقافات الهامش والهويات العليا"، وهو كتاب توثيقي لإحدى عشرة دورة من دورات معرض الكتاب المستعمل (2008-2018) من إعداد إبراهيم أزوغ وسالم الفائدة بمساعدة فريق من مختبر السرديات ونادي القلم المغربي وجمعيات أخرى.
 ومما جاء في التقديم الذي خص به شعيب حليفي هذا الكتاب:
يتضمن هذا الكتاب توثيقا عاما لمسار تجربة المعرض الوطني للكتاب المستعمل، خلال إحدى عشرة دورة خلت في الفترة ما بين 2008 و2018 ، والذي تشرف عليه الجمعية البيضاوية للكتبيين، وينعقد في شهر أبريل من كل سنة على مدار شهر كامل، وسط أهم الأحياء الشعبية بالدار البيضاء، درب السلطان الفداء، وهو ذاكرة مغربية تنهض بتاريخ كامل مشترك، بين الفني والثقافي والرياضي والتاريخي.
وقد انبثقت فكرة معرض الكتاب القديم أو المستعمل، منذ تأسيس الجمعية البيضاوية للكتبيين بالدار البيضاء في مارس 2005، وضمت في صفوفها جل الكتبيين بالدار البيضاء ونواحيها وعدد من الأصدقاء من مدن أخرى، بالاضافة إلى انفتاح الجمعية على المثقفين وشراكات مهنية وثقافية، انطلاقا من تصور استراتيجي وهو مهنة الكتبي والكتاب ودورهما في تعزيز القراءة ونشر الثقافة عن طريق الندوات والملتقيات والمعارض والتي يكون فيها الكتاب متاحا بأثمنة زهيدة.
وفعلا تحقق هذا منذ أبريل 2008 مع انطلاق الدورة الأولى للمعرض الوطني للكتاب المستعمل في صيغة لا توجد بأي معرض في العالم:
-       كونه معرض في الهواء الطلق ومجانا للعموم وبأثمنة بخسة  ويستمر شهرا كاملا.
-       يزاوج بين أروقة لبيع الكتب وبين رواق خاص بالأنشطة الثقافية التي تعكس تنوع وثراء الثقافات الشعبية في كل مجالات التعبير في جو مسؤول يتجاور فيه المثقف والباحث والمبدع والشاب المتطلع والطفل الشغوف والمواطن وأصحاب الحرف.
-       المكان: ساحة السراغنة وبوشنتوف في قلب درب السلطان الفداء وسط أحياء شعبية وشامخة بثقافاتها وهويتها العليا الراسخة في التاريخ والمستقبل.
ولعل المتتبع لهذا المعرض، سيجد أن الذين يحجون إليه لا يقتصرون على ساكنة كازابلانكا أو المدن المجاورة، وإنما بات حجا ثقافيا سنويا لزوار من أقصى المغرب شمالا وجنوبا وشرقا، بالاضافة إلى زوار من خارج المغرب أيضا.
إن الحاحة إلى مثل هذا المعرض الذي بات يُعد إبداعا مغربيا وتجربة فريدة في محاورة الهامش/ الهوامش وجعلها تتكلم وتعبر لتنفض الغبار عن أصواتها  وهوياتها التي يحجبها اليومي القاسي، هي ضرورة ومسؤولية جماعية للمثقف والكتبي والمسؤول المحلي والجهوي والوطني تجاه المجتمع الذي نريده بإنسانه وذاكرته وهويته، مجتمع قادر على صون حياتنا ومنحه المناعة والقدرة على التجدد والتطور باستمرار.
الآن،بعد مرور عشر سنوات، أصبح  المعرض علامة ثقافية نهضت نتيجة عمل وتعاون بين الكتبيين والمثقفين، بين الجمعية البيضاوية للكتبيين ونادي القلم المغربي ومختبر السرديات وجمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية لدرب السلطان وجمعيات أخرى ذات خصوصيات ثقافية...عمل جماعي يحتضن أصوات المثقفين والأدباء والباحثين والقراء من مختلف الحقول والأجيال والجهات، مما أثمر ثقافة جديدة في حاجة إلى دعم حقيقي لتستمر وتتجاوز كل ما يمكن أن يعرقل استمرارية هذا المشروع الجماعي الذي يتطور سنويا وفي كل دورة.
وما هذا الكتاب التوثيقي إلا نافذة تختزل جزءا بسيطا من أعمال كثيرة، لم يستطع الكتاب جمعها كلها، كما هو صورة لعمل جماعي  يقف خلفه صديقات وأصدقاء ادركوا قيمة العمل الثقافي وجدواه فأخلصوا وأسهموا وحققوا هذا الحلم الذي يروادنا، ويمنحنا الأمل الحقيقي في المستقبل.

كتابة تعليق

ضع تعليقك هنا

أحدث أقدم