اقرا ايضا
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
ينظم مختبر السيميائيات وتحليل الخطابات الأدبية والفنية
بتعاون مع المركب الثقافي عين حرودة- المحمدية
الملتقى المغاربي الخامس بعنوان:
خصوصيات لغة التواصل في القنوات الناطقة بالعربية
بين الموضوعي والإيديولوجي
وذلك يوم الجمعة 18 دجنبر 2020. بدءا من الساعة الثالثة مساء
تعد قضية اللغة من بين القضايا الأكثر إثارة للنقاش في الكثير من الدول، وذلك لعدة أسباب، من بينها ارتباط اللغة بالسياسة والاقتصاد وتأطيرها المنتوج الثقافي وتحكمها في العلاقات بين مختلف الدول ذات اللغات المهيمنة والدول ذات اللغات المحدودة بحدود جغرافيتها.
ولأن الإعلام أحد الوسائط الأساسية التي تلعب فيها اللغة دورا مركزيا، فقد حظي باهتمام خاص ودرس من زوايا مختلفة، لدرجة أن المختصين بهذا المجال يتحدثون عن لغة الإعلام بوصفها لغة لها من الخصائص ما يجعلها لغة مختلفة عن استعمالات اللغة في القطاعات العلمية والأدبية والأكاديمية عموما، ولذلك فقد تمت تسميتها باللغة الثالثة التي تجد مكانها بين الفصحى والدارجة، والتي يعمل الإعلاميون على إغنائها بشكل مستمر بالألفاظ والمصطلحات والتعابير التي تعد بمثابة استجابة لما يستجد في كل المجالات التي هي موضوع كل الوسائط الإعلامية.
واليوم لا يخفى على أحد الدور الخطير الذي تلعبه القنوات الناطقة بالعربية في صنع الرأي العام وتمرير التصورات ذات العلاقة بهذه القضية أو تلك، وتأويل الأحداث بالشكل الذي يخدم مصالح الأطراف الممتلكة لهذه المنابر الإعلامية. وقد ساعد على تقوية دور هذه القنوات انتشار البث الفضائي وتحطيم الحواجز وانحسار دور الدولة الوطنية وتقليص حدود "السيادة". وقد زاد من ترسيخ هذا الدور ربط هذه القنوات بشبكة الأنترنيت وتحولها إلى شبه مراكز للأبحاث توفر البرامج السمعية البصرية والمقالات والدراسات، كما توفر الإحصائيات وسبر الآراء ومعرفة المواقف حول القضايا التي تطرح للنقاش... بحيث أصبح من الممكن متابعة هذه المواد مباشرة أو استرجاعها في أي زمان ومكان، كما أصبح من الممكن تحميلها وضمان الرجوع إليها حتى في حالة حذفها من الشبكة. فإذا أخذنا كل هذه العناصر بعين الاعتبار، يمكننا القول إننا إزاء ثورة إعلامية، وإزاء وضع غير مسبوق.
إن من خصائص لغة الإعلام بصفة عامة الوضوح والمرونة والقابلية للتطور السريع، وهذا ما نلاحظه في لغة القنوات الناطقة بالعربية. إلا أن صفة "الناطقة بالعربية" التي توحي بالوحدة والانسجام، تخفي نوعا من التعدد الذي تحكمه أحيانا نسبة من الصدام الذي يبرز في استعمال لغة فصيحة ذات مستويات مختلفة، تنافسها لغة أجنبية، بالإضافة إلى استعمال لغة تمزج بين الفصيح والدارج ولغة تكتفي بالدارجة وحدها بوصفها الأحق بالهيمنة على كل الوظائف. وإذا كنا لا نجد هذا النوع من العلاقة التصادمية في الكثير من القنوات الناطقة بالعربية والموجهة إلى مختلف دول العالم العربي ككل، فإن الأمر يختلف من داخل السياق المغاربي، ذلك أن أصحاب بعض التوجهات اللغوية يعملون على تقليص المكانة التي للغة العربية الفصيحة والاستيلاء على وظائفها، متوسلين إلى ذلك بمجموعة من الحجج ذات الخلفية الإيديولوجية الواضحة، ويدخل في هذا الإطار دعاة التلهيج الحاد بكل أنواعه، هذا دون الحديث عن مناصري اللغة الأجنبية الأولى في الدول المغاربية المتمثلة في الفرنسية، والتي يعمل البعض على تحويلها إلى لغة وطنية وتمتيعها بالعديد من الوظائف التي هي من حق اللغة العربية بسلطة الدستور.
إن موضوع لغة التواصل في القنوات الناطقة بالعربية هو مرآة لمختلف ما يتم تداوله من نقاشات حول اللغة، كما أنه مرآة لما يتحكم في هذا النقاش من أبعاد إيديولوجية. فما خصائص اللغة في علاقتها بالإعلام عموما وبالقنوات الفضائية خصوصا؟ وما التطور الذي عرفته اللغة العربية في علاقتها بهذا القطاع؟ وما دور الإيديولوجيا والخلفيات السياسية في الاختيارات اللغوية الإعلامية؟ ما مميزات الواقع الإعلامي المغاربي، وكيف يمكننا تحقيق عدالة لغوية إعلامية على مستوى كل دولة على حدة، والتي تسمح بتحقيق التكامل مغاربيا وعربيا وتضمن المنافسة على المستوى العالمي؟
إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا