اقرا ايضا
الدورة التكوينية:مداخل اولية في علوم التربية.
المرجعية السيكولوجية والاجتماعية في تدريسية المواد التعليمية
المرجعية السيكولوجية والاجتماعية في تدريسية المواد التعليمية
محمد بنعمر
مكون تربوي
المركز الجهوي الناضور
تقديم:
نسعى في هذه
الورقة إلى إبراز البعدين النفسي
والاجتماعي في التأثير على العملية التعليمة التعلمية، خاصة في إبراز أبعادها،وعناصرها،ومكوناتها،
وأعني البعد المنهجي المتعلق بتدريسية المواد...
إن هذا التأثير
الذي غدا من المسلمات بين الباحثين والمشتغلين بقضايا الديداكتيك، وتدريسية المواد،
هو الإشكال الذي سنحاول إبرازهوبيانه في
هذه الورقة...
1-الحاجة
إلى علوم التربيةوالبيداغوجيا في التدريس.
لا يمكن
الإنكارأو التقليل من الأهمية الكبرى
التي اكتسبتها علوم التربيةفي الفترة
المعاصرة، بحكم الحاجة إليها في تدبير عملية التعليم والتعلم، أوفي صناعة
مهنة التدريس،أوفي تأهيل الفرد لكي يندمج في المجتمع، ويكتسب من قيم المجتمع، أو
من أجل الحفاظ على قيم المجتمع الكبرى التي يسير عليها، أو في الإجابة على مجمل الإشكالاتوالتساؤلات الكبرى التي تواجهها
المجتمعات اليوم، خاصة في تدبير أمورها اليومية، أو في حل مشاكلها الاجتماعية الآنية، وهي الحاجة التي
أملتها التحولات السريعة التي تعرفها هذه المجتمعات اليوم، وهي المنعوتةوالمسماة بالتحولات السوسيوثقافية،و مدى تأثيرها المباشر على
المدرسة.وكانهذا بفضل الثورة التواصلية،ونتيجة التحولات الرقمية السريعة التي
شهدها العالم اليوم، والتي طرحت مجموعة من المشاكل، خاصة منها المشاكل الاجتماعية،والتربوية،والنفسية...
و التربية في
عمومها،تتأثر بما هو اجتماعي، وتعمل على أن يكتسب الفرد والمتعلم من القيم
التي يسير عليها المجتمع، والتي
تشكل المرجعيات الكبرى في فلسفته
التربوية.ولأن التربية في نهاية الأمر والمطافهي عبارة عن
تكييف الفرد والعمل على اـستمرارية هذاالمجتمع، وفي تحوله
ودمجه في المجتمع الذي يعيش فيه، و بالأخص مع حياة الجماعة التي ينتمي إليه، حتى
يساهم في استمرارية هذا المجتمع....[1]
وهذه الأهمية التي اكتسبتها علوم التربية في الآونة
الأخيرة، رغم كثرتها، وتنوعها،كما يدل على
ذلك اسمها، يعود أساساإلى اختلاف مجال تدخلها،ومستوياتحضورها،واشتغالها في مقاربة الظاهرة الإنسانية، خاصة في مستوياتها المختلفة،
أو في أبعادها المتعددة .
وهذا
يعود كذلك إلى
الأهمية العلمية لهذه العلوم في
مقاربة الظاهرة الإنسانية، من حيث احتكامها إلى مناهج علمية صارمة في البناء،
والتحليل،والاستنتاج، والمقاربة،والتركيب، والتتبع، وكذا بسبب نجاعة مناهجها، وصرامة
مسالكها، وتماسك آلياتها في هذه المقاربة،علما أن أغلب هذه المناهج قائمعلى الرصد،
والتتبع،والمتابعة.
والعلوم التربوية تنتمي بصفة عامة إلى العلوم الإنسانية،ومن ثم فإنها شأن
العلوم الإنسانية،تؤمن بالاختلاف،وتسعى إلى المغايرة،وهذا سر قوتها في الاستمرار،
وهو ما يؤهلهاويكسبها صفة التجدد والمسايرةلكل المستجدات ذات الصلة بما هو
اجتماعي، وبما هو تربوي...
وعلوم التربية من حيث المجال، والاشتغال، والحضور،تتميز
بفضائها الواسع، فهي واسعةفي اشتغالها على
مقاربة شخصية الإنسان، و عديدة ومتنوعة في مستويات حضورها في هذه المقاربة؛ ومن علوم التربية التي يحتاجها المدرس في عمله : علم
النفس التربوي،وعلم اجتماع المدرسة،واللسانيات، وهو العلم الذي يشتغل على تعيين
الطرائق المعينة على اكتساب اللغات،وذلك ببيان أيسر الطرق البيداغوجية المعينة في
هذا الاكتساب،ومنها ديداكتيك مواد التدريس،وهي المسماة بعلم اللغة التطبيقي..
2-مستويات اشتغال علوم لتربية
إن علوم التربية
تشتغل على كثير من الأبعاد،وتعمل
في كثيرمنالمستويات، ذات القرابة والصلة بالإنسان،وأغلب هذه المستويات تتصل مباشرة
بشخصية الإنسان،ونموه النفسي والاجتماعي...بحيث أن كل علم من هذه العلوم المنعوتة
بالتربوية، تحاول مقاربة الظاهرة الإنسانية من زاويتها الخاصة، لغاية تفسيرها،
وبيان اشتغالها،وتكميمها في مبياناتوجداول،تحمل أرقاما عدديةورقمية،وقابلة
للمعالجة العددية والحاسوبية. وهذا مؤشر قوي على
مدى التكاملوالتداخل الذي يحقق بين هذه العلوم الإنسانية،وبين العلوم الحقة،
وبين المناهجالكمية،والمناهج الكيفية....
وحضورهذه العلوم على كثرتها، وتنوعها، وتعددها، خاصة
في مجال اشتغالها، ودرجة حضورها في مقاربة الظاهرة الإنسانية، سواء
من حيث الموضوع،أو من حيث المنهج، يعود
أساسا إلى تعدد مستويات الظاهرة الإنسانية، من حيث الأبعاد،والزوايا، والأهداف،والمستويات،
والمكونات ...
فالظاهرة التربوية من حيث هي فعالية إنسانية، وظاهرة
مركبة، يتداخل فيهاماهر بيولوجي بما هو سيكولوجي، وما هو سيكولوجي بما هو اجتماعي،وما
هو اقتصادي بما هو ثقافي قيمي، وبصيغة مختصرة، يتصل بالظاهرة التربوية كل ما له
علاقة بشخصية الإنسان، وبجميع مكوناته
التي تتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه هذا الإنسان..،...
وهذه العلوم تتوسل بمجموعة من المناهج من أجل الوصول
إلى النتائج، ومن أبرزها المناهج الكمية،والمناهج الكيفية،في استكشافها أبعاد هذا الحضور
وفي بناء نتائجها.وهذه المناهج تتميز بالصرامة، والضبط المعرفي، وهو
ما يكسب هذه العلومالمشروعية العلمية في عملية التربية والتعليم وإعداد المدرس،
والمعلم الذي سيكون مزاولا لمهنة التعليم في المستقبل ....
*المسار التاريخي العلمي
وبغض النظر عن المسار
العلمي الطويل الذي قطعته هذه العلوم،سواء في مرحلتها الأولى من حيث كونها علوما ظلت محتضنة، ومندمجة من لدن
الفلسفة، أو في مرحلتها الثانية في استقلاليتها ، وانفصالها عن الفلسفة، واللحاق
بالعلوم الإنسانية، والإدماج مع العلوم
الإنسانية، علما أن العلوم الإنسانية قاربت عددا كبيرا من القضايا ذات البعد التربوي،أوفي مرحلتها الأخيرة الثالثة، التي
فيها استقلت بموضوعها، و انفردت بمنهجها،و تميزت بجهازها
المفاهيمي...وأصبح لها وجود خاص من حيث الموضوع، ومن حيث المنهج، ومن حيث المفاهيم
والمصطلحات...
إن عملية إنتاج المعرفة عموما،والمعرفة
الإنسانية بالخصوص، قد مرت بتاريخ طويل، تمتد في هذاالتطورإلى المرحلة التي كانت
هذه المعرفة مختلطة، وممزوجة بالفلسفة بصفة عامة.
وقد عرفت هذه العلوم في السنوات الأخيرة،تطورا ملحوظابسبب حاجة الأنظمة
التعليمية إلى نتائجها في إعداد برامجها، ومناهجها، والإجابة على مشاكلها التربوية
الكبيرة،والاجتماعية، بحكم التحولات السريعة لتي عرفتها المجتمعات اليوم في مختلف المجالات...
ومن ثم فضرورتها في الاكتساب،والتعلم، والممارسة، أمر
ملح للمتعاطي للتربية، والممتهن للتدريس،والمشتغل
بقضاياالتعليم بصفة عامة، فهيضرورية، من حيث الاكتساب، ومن حيث التعلمخاصة للقائمين، و
للمنشغلين،والممارسين، والمعنيين بقضايا التربية والتعليم، لأن هذه العلوم جعلت من المتعلمهو المحور الأساسي
الذي يجب الاهتمام والعناية به.
3- مستويات
الظاهرة التربوية
إن الظاهرة
التربوية هي في نهاية المطاف فعالية إنسانية، تتركب وتتشكل من عدة مكونات، ومستويات،
وعناصر، بحيث تتداخل في هذه المكونات والعناصر،ما هو سيكولوجي بما هو اجتماعي، وما
هو بيولوجي، بما هو ماهو اقتصادي، وما هو قيمي، بما هو ثقافي، وبصفة عامة يتداخل
كل ما يتصل بالظاهرة الإنسانية، وكل ما يتصل
بشخصية الإنسان من قريب أومن بعيد، خاصة البعد النفسي،والاجتماعيوالوجداني...وهذا
التداخل من شأنه أن يجعل مقاربة الإنسان ممتدةومتعددة في الأبعاد، والمستويات، وهوما
تقره السيكولوجيات المعاصرة، التي تعترف أنالإنسان يحمل أبعادا ومستويات متعددة.........[2]
وتعددهذه الإبعاد هو الذي يمنح صفة العلمية لهذهالعلوم
التي استقرعلى تسميتها بعلوم التربية......
4-التحدي
في علوم التربية
غير أن هذا التحدي التي يعترض هذه العلوم، في سيرورتها
ومراحلها التاريخيةالتي قطعتها يأتي من عنصرين اثنين :
1-البعد الاحتمالي، أي احتماليةالنتائجالتي تحملها هذه
العلوم، لأنها في أصلهاعلوم تؤمنبالنسبية،والتغير، والاختلاف،بسب التغير الحاصل في
عالم الإنسان، والتحولات السريعة التي تعترض طبيعة هذا الإنسان. هذه العلوم شديدة
الاتصال بعالم الغرب، لأنموضوعها هو الإنسان،وهذا الإنسان قابل للتغير في أية لحظةومن
ثم فإن نتائجها غير قارة،وإنما تتغير تبعا للحظات التي يعيشها الإنسانفي كل لحظة....
غير أن هذه الاحتمالية لا تضرها بقدر ما تنفعها،وهوما
يتجسد في استمرارية البحوث ذات الوجهة التربوية، وعدم انقطاعها ....
2-التحيز: يدعي البعض أنالمقام الحضاري يقتضي الرجوع إلى
التراث التربوي،أيطريقةالأقدمين في تدريسية العلوم خاصة ما اتصل بعلوم اللغة العربية،
والمعارف العربية الإسلامية، لأن هذه العلوم المنعوتة بالتربوية خاصة، هي في أصلها
منظومة تعليمية غريبة البناء، والمراجع تحمل تحيزات حضارية وثقافية، تختلف كليا في
البناء المعرفي للنظام العربي الإسلامي..[3].
استنتاج وتعليق:
إن الظاهرة التربوية أينما وجدت،سواء في المدرسة أوالأسرة،
هي ظاهرة مركبة ومعقدة، تتداخل فيها عدة عناصر ومستويات، ومن ثم فإن أية محاولة
لتفسيرها لا بد من مراعاة إبعاد هذا التداخل بين جميعمكوناتها[4].وإن أي تغييب، أو تهميش لأحد عناصرها أومكوناتها،من شأنه
أن يؤدي إلى قصور النظر فيهذه المقاربة.
من هنا كان لنا هذا التصريح بأن التكامل بين العلوم التربوية،أصبح حقيقة غير
قابلة للنكران،وهو ما يستلزم استحضاره في أية مقاربة للظاهرة التربوية...
المقاربات
البيداغوجية وتدريسية المواد:
لقد سبق الذكروالإشارةإلى
أن كل عملية تعليمية،لا يمكن أن تحقق أهدافها المسطرة فيها،إلا بمراعاة عناصرها،ومكوناتها
الأساسية والتي تتحددفي :المعلم، المتعلم، المادة، سيرورة التعلمومراحلهفي عملية
التعلم، والفضاء الذي تمارس فيه هذه العملية .....
من هنا،فإن العمليةالتعليمية، مهما كانت خصوصيتها،
ومهما كانت طبيعتها والنسق البيداغوجي التي تتشكل و تنطلق منه، والمرجعيات السيكولوجية
التي ترجع إليهاوتنطلق منها، لابد لها من مراعاة عناصرها الأساسية التي منها تتركب،ومنها
تنطلق،واليها تنتهي..
لكن تبقى هذه العناصر الأساسية التي لا يجب عدم تغييبهاوتهميشها،والاحتكامأو التقليل من
أهميتها في عملية التعلم،وهي :المعلم والمتعلم والمحتوى والفضاء..
هذه العناصر بأكملها تشكل رباعيا غير قابل للتجزئة، أو
الانقسام، فلابد من اعتبار أن كل عنصرمن هذه العناصر بحاجة إلى العناصر الأساسية الأخرى المرتبطة معه،أو
المؤسسة له في عملية التعلم...
إن كل عنصر من هذه العناصر يؤدي دورا لا يمكن للعناصر الأخرى أن
تؤديه،أوأنتقومبه، أو أن تعوضه،فهذه العناصر تسعى إلى الهدف المرصود للدرس...
من ثم فإن تغييب أي عنصر من هذه العناصر السابقة الذكر،
خاصة المركبة للعملية التعليمية بالإمكان أن يؤدي إلى بثر ونسف هذه العملية من أساسها....
هذا الإشكال هو الذي تشتغل عليهالمنهجيةوالطرائقالمتعلقة بالتدريس،إضافة
إلى الوسائل التي تستعين بهاهذه الطرائق في تدريسية المواد،وتشتغل على أهداف
التدريس...
وتحديد أهداف التعلم مهم،وتغييبه قد يؤدي إلى غياب
أهداف التعلم،منحيث السقوط في العشوائية والعفوية،
وعدم ملامسة الكفاية التي تعمل لمادة على تنميتها في شخصيةالمتعلم.
من هنا كان لا
بد من الانفتاح على التخصصات القريبة من تعليمية المادة،ولا بد من مدجسور التلاقي
بين علوم التربية،وتدريسية المواد...لأن علوم التربية عنصر أساسي فيبناء ديداكتيكالمواد
التعليميةللمواد...[5]
كما أنه لا بد من مراعاة التحول في المعارف، فكان
ضرورة هذا الاختيار في أن تدريسية المواد التعليميةلا بد لها من الاستفادة من هذه
التحولات التي طرأت على التربية،فيعلاقتها المتشابكة مع المجتمع...
* المرجعيات العلمية في تدريسية المواد
ولا يخفى على أي أحدما لدور علم النفس التربوي من أثر في
علاقتهبتفسير الظواهر البيداغوجيةوالاجتماعية،ـفهناك ارتباطوثيق بين هذه المجالات.
من ذلك لا يتيسر ولا يتأتى الحديث عن
البيداغوجيابواسطة الأهداف، دون استحضار
علم النفس السلوكي،مع كل من واطسون وسكينر اللذان اعتبرا السلوك الإنساني سلوكا
خاضعا لثنائية الحافز والمجيب....[6]
إن المدرس الماهر هو الذي يعمل على نقل هذه التصورات من علم النفس إلى التربية، خاصة ماكان من السلوكات النفسية والعقلية، مع
مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، واستمراريتها في صياغة المنهج الخاص
بتدريسية المواد...
* المنهجية
في التدريس:
إعداد الدرس :
إن
الإعداد للدرس في جميع مراحله الإنجازية،يمثل خطوة أوليةوأساسية، سواء في إنجاز،
أو في بناء عملية التعلم،وهذه المحطة لابدمن إيلائها العناية التي تستحقه،وأي
تقصير أو إهمال في الإعداد، والبناء، والتحضير، من شأنه أن يؤثر سلباعلى المراحل
اللاحقة في عملية التعلم المؤسسة،والمشيدة للدرس،خاصة مرحلة الإنجاز، ويجعل المعلم
بعيدا من أن يحقق أهداف الدرس...
من
هنا كان من الضروري إبراز الطرائق،والمراحل التي تقطعها السيرورة التعليميةوالوسائل
المساعدة التي تعمل على تسهيلو تيسير العملية التعليمية التعلمية، وهي المسماة علم
التدريس أوالديداكتيك..[7]
لا
بد للمربي من الاستعانة بجميعالعلوم ذاتالوجهة
التعليميةفي عملية التدريس
وينقسم
الإعداد إلى قسمين أساسين:
1-الإعداد
المادي:جذاذات، كتب مدرسية، مراجع عامة، دلائل، موحدات مساعد، موارد رقمية...
2-الإعداد
الذهني، وهو التمكن من المادة في جميع مكوناتها،ومراحلها، ومحطاتها،والإيقاع
الزمني الذي تقطعه هذه المادة في مرحلة الإنجاز.وكل قسم من هذه الأقسام في مراحل
الدرس يكتسي أهمية بالغة في عملية التعلم.
إن
الإعداد المادي يشمل : تخطيط التعلمات بجميع مراحله يومية أومرحلية، أو سنوية.
إن التخطيط اليومي هو ما ينجزه المعلم من أنشطة
يومية تعليميةوتعلمية، وهو ما يلزم عنه :
تحديد أهداف المادة في جميع أقسامها،ومكوناتها،والمراحل
التي تقطعها في التقديم، والإنجاز...
تعيين الكفايات في مرحلة النماء والعمل لرصدمراحل نمائها،
ومدى تحققهافي تعلمات المتعلم باعتباره فعالا وإيجابيا.
ومن المقتضيات البيداغوجية في بناء التعلمات،المعرقة
المسبقة للمعلم بتلاميذه،حتى يتيسر أن يسهل عليهم عملهم وتعلماتهم...،
تدبيروضبط
مختلف الإيقاعات الزمنيةللمواد، وتوزيع المضامين التعليمية عليها، وتشخيص مكامن
قوة المراحل التي يمر منها الدرس.لأن بناء الدرس ينطلق من
تحديد الأهداف،وتعين الكفايات،وينتهي بمرحلة التقويم، منحيث هي محطة أخيرة في
تقويم الأهداف،وقياس مدى نمو الكفايات..
اختيار
أشكال التقويم المناسب،وربطها مع الأهداف المحددة في الدروس مسبقا،وذلك بجعل
التقويم خادما للأهداف، وهو ما يلزم اختيار أشكال التقويم المناسبة
للأهداف.
ومن
أبرز المحطات المنهجية في التدريس، محطة التقويم،لأنها المحطة التي فيها تلتقي
جميع المحطات ..
ويعد التقويم
إجراء تربويا ملازما لجميع العمليات التعليمية المنجزة, و يواكبه التحليل والدراسة
والتتبع، إلا أن المدرس يكون مطالبا في التقويم بتركيز اهتمامه الأقوى على الأنواع
الموجودة في الكتاب المدرسي.
لقد كشف البرنامج الوطني لتقويم التعلمات أن هذه
الأشكال والأنواع،مازالت متعايشة، مما يجعل المتعلمفي حيرة من أمره،
في اختياراته التقويمية في المدرسة
المغربية، بحيث لا نجد شكلا واحدا سائدا ومعمولا به في المدرسة المغربية.وإنما
تصادفنا عدة أشكال ونماذج،بحيث،مازال المدرس بتخبط في الشكل المناسب الذي يختاره
في هذه العمليةالتقويمية .....[8]
المرجعيات
الاساسية في العملية التعليمية:
* المرجعيات السيكولوجية
المنهجية:
إن استثمار نتائج علم
النفس التربوي عامة،ضروري في إعداد منهجية التدريس. لابد للمعلم من الاطلاع على مراحل النمو
البيولوجية النفسية، والتأثيرات الاجتماعية للمتعلم،فلا بد من تجميع هده العناصر،إضافة إلى البعد الاجتماعي،وتمثلات المتعلم.
من ذلك ان أكبر تحول
شهده المشهد التربوي الراهن،هو الاعتراف المبدئي بأن المتعلم هو الذي يبني
تعلماته،ولا أحد يمكن أن يحل محله في هذا البناء... إن هذا المبدأ التربوي
في التدريس يقوم على مراعاة البعد السيكولوجي في بناء التعلم،وهذا التبصر هو الكفيل
بجعل المعلم على بينة بالأشكال الديداكتيكية التي يشتغل عليها..
إن التدرج المعرفي للمتعلمين، هو الانطلاق من المحسوس
إلى المجرد،ومن البسيط الى المركب،واحترام المراحل النمائية والعمرية للمتعلم،مع
مراعاة التمثلات القبلية له،المستقاة من واقعه الاجتماعي....فإن أي تغييب لهذا
البعد في التعرف على مراحل نمائه للمتعلم من شأنه أن يؤدي إلى مشاكل نفسية وتعلمية
للمتعلم..[9]
ومن أهم التحولات التي عرفتها المدرسة المغربية هو
الانتقال من الاعترافبالتمحور حول المدرس إلىالتمحور
حول المتعلم، والعمل على مساعدته من أجل العمل على تخطي الصعوبات التعلمية....
إن هذا الاختيار من شأنهالتصريح والإعلان أن التعليم النشيط، هوالتحفيز وترك المتعلم حرفي بناء أنشطته
وتعلماته[10]
* المرجعيات المعرفية :استثمار التكنولوجياتالمعاصرة
إن أكبر ثورة معرفية
تحققت في الفترة المعاصرة هي الثورة الرقمية، التي شهدها العالم و أثرت على
تحولاته، و معارفه و قيمه.[11]
وهذا التأثير الذي
مارسته هذه التكنولوجيا في العالم المعاصر، جعلت بعض الدارسين ينعتون هذا
العصربالعصر الرقمي أو الحقبة الرقمية.[12].
من هنا كان من الضروريعدمتغييب
هذا التطور، والعملعلىإقحامه في عملية التعليم والتعلم.المدرس هو الذي يقتحم هذا
العلم ويعمل على استثماره في انجازه للدروس.
* المرجعية
البيداغوجية:
إنالمرجعياتالبيداغوجية
ضرورية في المعرفة للمعلم،لأنها تساعده على تشخيص أشكال التعثر التي يعاني منها
المتعلم في بناء أنشطته التعلمية،فمثلا الضعف
الكبير في التحكم في اللغة العربية، يعود إلى عدة أسباب من أبرزها
الطرائق والآليات المعتمدة في تدريس اللغة العربية في المدرسة الابتدائية،وبدون شك
فإن استثمار البحوث اللغوية،خاصة ما تعلق بنتائج علم اللغة التطبيقي هو الكفيلبالإجابة
على الإشكالات الكبرى التي يطرحها موضوع اكتساب اللغات...
لا بدمن تقديم اقتراحات تعلمية من أجل التخفيف من أثر هذا الضعف
الكبير في تحكم المتعلم في اكتساب اللغة العربية في القسم الابتدائي..
[1]-
نحو مدرسة لبناء القدرات المعرفية بورقية. العدد:4-5.
لسنة:2021. للدكتورة رحمةبورقية . مجلة
المدرسة المغربية.
[2]-ندخل
إلى علوم ا التربية :سلسلة التكوين
التربوي.العدد:-1-
[3]-منهاج
تدريس القه :دراسةتاريخيةتربويةمصطفى صادقي
[4]-ماهي
علوم التربية.سلسلة التكوينالتربوي.العدد:1السمة:1994.
[5]-تحليل
العملية التعليمية لمحمد الدريج:25
[7]-علم
اللغة التطبيقي:يومدراسي .مركز الدراسات وجدة -26-ابريل :2014.
[8]-تحليل العملية التعليمية لمحمد
الدريج : السنة 83
[10]-في
أبعاد الوظيفة المدرسية مجلة المدرسة المغربية
مبارك ربيع.العدد:1.2009
[11]:الثقافة العربية في عصر المعلومات للدكتور نبيل علي.123
[12]:الفجوة الرقمية للدكتور نبيل علي.
-------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------
- محور علم
اجتماع المدرسة:
محاضرة الدكتور سمير بودينار بمركز البحوث بوجدة :7/05/2015.
كشفت
المحاضرة في محاورها أن المدرسة هي قضاء للتنشئة الاجتماعية، تشترك مع الأسرة في هذه الوظيفة ،فهي تتعاون
معها في أداء هذه المهمة الصعبة ، حيث تقوم
بتربية الفرد ،وتكوينه من اجل تحقيق نقله من
الروض إلى المدرسة ، إضافة إلى وظيفتها
في التعليم، والتطبيع الاجتماعي ....
فمن البديهي القول
وبكل تأكيد، أن هناك إجماعا في جميع المجتمعات، حول قيمة المدرسة، اعتبارا
لوظيفتها التربوية، والمعرفية، والتعليمية، من حيث هي قناة للمعرفة، وأداة للتعلم
تؤدي أدوارا، ووظائف معرفية، وتربوية وقيمية ،في المجتمع الذي تتواجد فيه ، وتنتمي إليه .فهي وسيط أساسي، ورئيسي في نقل
الفرد من الأسرة إلى المجتمع....
فالمدرسة بهذه المهام ،و بهذه الوظائف
المتعددة ، كانت وما زلات من الآليات، والأدوات الأساسية في تقدم المجتمعات، بحيث
تمنح للفرد الرأسمال الثقافي المعرفي،
والتربوي، والقيمي الذي يستثمره في حياته العملية، ويوظفه في مراحله العمرية ،وفي المعيش
اليومي خاصة في المجتمع الذي ينتمي إليه
....
من هنا فإن المدرسة بهذه الأوصاف ،هي أداة لتحقيق النقل التربوي
للفرد والمتعلم، من الأسرة إلى المجتمع. فالمدرسة بهذه الأوصاف تشكل مرحلة انتقالية مهمة، وأساسية، فهي تشترك مع
الأسرة في هذا النقل، كما تعمل على منح
المتعلم القيم الإيجابة التي يحملها المجتمع.....
بموجب هذا الدور المحوري والريادي للمدرسة، فلا نجد أي مجتمع يدعو علنا، وصراحة إلى إلغاء المدرسة، أو التخلي عن
أدوارها، اوالتقييد من وظائفها في
التربية، و مهامها في التنشئة، والتعليم، فهي إحدى الآليات المهمة التي تساهم في
تنمية المجتمعات.[1].
إضافة إلى هذه الأدوار المحورية
للمدرسة.فالمدرسة تحظى بدور آخر، وهو الدور القيمي، فالمدرسة إضافة إلى كونها
مؤسسة تربوية وكل إليها مهمة إعداد النشء للحياة، فهي تسعى كذلك إلى الحفاظ على
قيم المجتمع ،وذلك بنقل هذه القيم إلى الأجيال، وهو ما يؤدي إلى بقاء المجتمع،
وتماسكه، وانتقال تراثه وأفكاره إلى مختلف الأجيال....[2].
ونظرا لأهمية البعد القيمي في بناء التعلمات،
من حيث إن القيم هي جزء أساسي من هذه
الموارد التعليمية ،والمعارف المشكلة لهذه التعلمات المحمولة في المناهج ،والتي يتلقاها المتعلم في المدرسة . وإعداد
الموارد التعليمية المشكلة للبرامج التعليمية، نصت الوثائق التربوية والتوجيهات ،والدلائل
البيداغوجية على أهمية استحضار هذا البعد في إرساء الموارد، وعدم إغفاله خاصة في
المراحل الأولية للتعلم ، لما تكتسيه هذه المرحلة من أهمية لدى المتعلم خاصة في
بناء شخصيته ، لكن الذي نلاحظه كمت جاء أن
البرامج التعليمية ركزت، وراهنت على
المعارف أكثر من مراهنتها على القيم....
لقد راهن البرنامج الميثاق على أهمية التربية
على القيم، وألح على جعلها محمولة في جميع مواد التدريس. ومن هنا فإن كل نظام
مدرسي يتسم بسمة المجتمع الذي أنشأه،...
-علاقة
المدرسة بالمجتمع
ان هذه العلاقةكانتباعثا على البحث على العلاقة بين المدرسةوالمجتمع ولهذا
حلل علماء الاجتماع العلاقة التبادلية، والتداخلية بين المدرسة والمجتمع، وأبرزوا
أن هذه العلاقة بين النظام الاجتماعي والمدرسة هي علاقة مركبة، ومتداخلة، إما من حيث الوظائف، أومن حيث المهام
التي تؤديها المدرسة، أو من حيث التأثير الذي يمارسه المجتمع على ه ، أو من حيث
المهام والأدوار المتبادلة بين المؤسستين، أو من حيث تبادل الوظائف، دون استثناء ،
فالقيم والتربية عليها شكلت خيارا استراتيجيا من أجل الرفع من أداء المدرسة
المغربية ،ومن أجل تطوير المنظومة التربوية لكي تواكب العصر وتستجيب لحاجياته .
من هنا ينبغي
القول بأن المدرسة التي تعتبر بحق مؤسسة اجتماعية تربوية، وكل إليها مهمة إعداد
النشء، وتطبيعه بثقافة المجتمع، وذلك من أجل الحفاظ على بقاء المجتمع، وتماسكه
وانتقال تراثه عبر مختلف الأجيال.....
وبحكم التحولات
التي عرفها المغرب في السنين الأخيرة خاصة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية،
والقيمية، فإن هذه التحولات أثرت بشكل مباشر على المدرسة. وهو ما تترجمه الخطابات
الإصلاحية التي تدعو علنا إلى برمجة برنامج عاجل، وسريع من أجل إصلاح مؤسسة
المدرسة وجعلها أكثر استجابة لزمنها وملبية لحاجيات محيطها.... وهو البرنامج الذي
يسعى إلى الرفع من أداء المدرسة المغربية. معرفيا، وتربويا، دون نسيان البعد
القيمي للمدرسة في الحفاظ على توازن المجتمع واستمراريته . مع المراهنة على الجودة
في برامجها، وتغليب البعد القيمي في أداء رسالتها التربوية والتنموية،وإعطاء
الأولوية في القسم الابتداء وجعله اسا س بناء المعارف والتعلمات..... إن المتغيرات
الثقافية، والاجتماعية في المجتمع، خاصة في القيم تجعل البعض يدعو بإلحاح، وبإصرار
إلى جعل العشرية القادمة في التعليم هي
عشرية القيم...