اقرا ايضا
هسبريس - ماجدة أيت لكتاوي (صور منير امحيمدات)
الاثنين 12 أكتوبر 2015 - 18:00
أجمع متدخلون خلال ندوة "المعجم العربي المختص ودوره في تنمية ونشر المصطلح العلمي"، على ضرورة جعل اللغة العربية لغة تعليم ومعرفة وبحث علمي؛ لتلبية الحاجات العصرية، والمساهمة في تنميتها ونشرها عن طريق وضع منهجية محكمة لإعداد المعاجم الضرورية، وما تتطلبه من مصطلحات بتجميعها وتصنيفها.
وقال مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط عبد الفتاح الحجمري، إن خطوة التنسيق لإعداد معاجم متخصصة في مجال العلوم والتقنيات؛ لإغناء اللغة العربية بالمصطلحات الحديثة ولتوحيد المصطلح العلمي والحضاري، عملية ليست بالسهلة وتحفُّها المشاكل، مبرزا أن في الاعتناء باللغة العربية سمة من سمات التقدم وتجديد القيم.
وأفاد الحجمري، خلال الندوة العلمية المنظمة من طرف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بأن الدول العربية استطاعت مراكمة عدد من التوصيات والتشريعات لصالح اللغة العربية، مستطردا بالقول: "إن أغلبها ظل سجين التقارير والخيار السياسي، ليظل موقع اللغة العربية بين دستور هذه البلاد أو تلك صوريا أمام واقع استعمال اللغات الأجنبية في كامل مناحي الحياة العامة".
ويرى المتحدث أن المناهج التعليمية لا تسمح بتطور كبير في استعمال اللغة العربية، خاصة في شقها المتعلق بالتخصصات العلمية والتقنية، مشيرا إلى الحاجة الملحة إلى تدبير المعرفة في زمن العولمة وإيجاد تقنيات للرفع من مستوى التمكن، حتى تتغير نظرة البعض الخاطئة عن اللغة العربية التي يعتبرونها متخلفة أو متعارضة مع العلم، ومحصورة في كونها حاملة لثقافة دينية بعيدا عن التطوير العلمي والبحث العلمي.
من جهته، أثنى الدكتور حسن بشير صديق، رئيس مجمع اللغة العربية، على قرارات المغرب لفائدة اللغة العربية، آملا أن يوطَّن العلم عبر لغة عربية صحيحة، وأن ترتقي وزارات التربية والتعليم العالي باللغة العربية وتعمل على توطينها في سائر العلوم والمعارف؛ فضلا عن خدمة هذه اللغة من طرف الإعلام العربي.
وأعرب الخبير اللغوي السوداني عن أمله في تقديم الخطاب في الأمم المتحدة، وغيرها من الهيآت العالمية، بالعربية، وأن تقوم السفارات العربية عبر أنحاء العالم بتنظيم مواسم ثقافية عربية، وتنشئ مراكز ومعاهد لتعليم اللغة العربية في كل البلدان، مبرزا أن كل ما تم ذكره خطوات هامة تحتاج إلى رغبة سياسية وقرارات سيادية بالأساس.
إلى ذلك، أكد الدكتور فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن اللغة العربية لن تخذل العرب في مسار التقدم، مشددا على أن اللغة العربية تؤدي وظائفها على أحسن وجه، وعبرت عن الآداب والفنون والثقافة والحضارة على أحسن وجه، ولا زالت مستعدة لاستيعاب كل جديد، خالصا إلى أن "اللغة العربية ليست عاجزة ولكنها ابتليت بأهل لغة عاجزين" وفق تعبيره.
وبخصوص المعاجم المختصة، اعتبر خبير اللسانيات المغربي أنها مدخل للعلوم والتقنيات، إلى جانب كونها تحديا علميا عنوانه تهيئة العربية لاستيعاب العلوم والمعارف، والرد على الدعوات التي تعتبر اللغة قاصرة عن احتواء العلوم والمعارف، ومناسبة للذود عن العربية التي كانت ولازالت عنوانا للتميز الحضاري والثقافي، موضحا أن محل الهزيمة والتَّشظّي يكمن في عدم اعتزاز العرب بلغتهم وتشكيكهم في قدرتها، وربط علومنا ومستقبلنا بلغة أجنبية قاصرة".
Post a Comment
ضع تعليقك هنا