اقرا ايضا
أكد باحثان بمركز الدراسات التاريخية والبيئية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن الشرع والعرف يكتسيان مكانة بارزة في الذاكرة الجماعية بمنطقة سوس، والتي لا تزال تميز بين قبائل العرف (إكوزولن) وقبائل الشرع ( تحكات، اسكتان).
وأبرز مبارك آيت عدي والمحفوظ أسمهري في محاضرة منظمة من طرف المركز تحت موضوع "العرف والشرع بالمجالات الأمازيغية، زاوية أكادير سيدي يعقوب بالأطلس الصغير نموذجا"، أن الفقهاء في سوس اهتموا بالموضوع منذ القرن 10هجري/16 ميلادي على الأقل، حيث انقسموا الى ثلاث اتجاهات: الأول أيد سريان الأعراف ، بل لم يمانع في تحويلها من ضوابط شرعية الى ألواح مدونة، بينما الثاني رفض الأعراف جملة وتفصيلا، واعتبر اعتمادها بمثابة "الإحتكام إلى الطاغوت"، في حين أن الثالث اتخذ موقفا وسطا وذهب إلى أن الموضع الذي لم يصله حكم السلطان يمكن للناس أن يقوموا فيه مقام السلطان (انفلاس).
وبخصوص مجال سيدي يعقوب، أوضح الباحثان أنه يوجد في منطقة بعمق الأطلس الصغير الأوسط في منطقة تتميز بالتضاريس المرتفعة و أنه يحتضن زاوية مشهورة تنسب إلى يعقوب بن يدر، و هو متصوف عاش قبل عهد السلطان مولاي اسماعيل.
وبهذه المناسبة، تم تقديم دراسة للوح فريد لأحد الحصون الجماعية (أكادير، جمع إكودار) بمنطقة أكادير سيدي يعقوب.
واعتبرت الدراسة أن لوح أكادير سيدي يعقوب بن يدر يستند إلى الشرع و العرف في تسيير مؤسسة عرفية بامتياز، بينما جرت العادة في ألواح إكودار و منذ جيلها الأول (لوح أجاريف وآيت اوغاين وتكفرت وغيرها) أنها تعتمد العقوبة بالمال و لا تنص في مضامينها على الحدود الشرعية المعروفة.
وأشارت إلى أنه تم بناء "أكادير" في حرم الزاوية بشروط من أجل تمهيد دخول الشرع في المجال العرفي، ومن بين هذه الشروط ألا يأخذ أحد بجريمة غيره و لو كان ابنا أو أبا، و ألا يفعل في الأكادير ما لا يفعل في الزاوية، فهما سيان في التوقير والاحترام.
وخلص المتحدثان إلى أن وجود أكادير بجوار الزاوية ساهم في توثيق تاريخ هذا الحصن في كل مراحله (أساليب البناء، شروط البناء، التأصيل الشرعي للعمل بالعرف...) .
حضر هذه المحاضرة على الخصوص، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، والأمين العام للمعهد، السيد الحسين مجاهد وثلة من الباحثين بالمعهد.
وم ع
Post a Comment
ضع تعليقك هنا